لو لم تشرق الشمس
ماذا لو علمنا أن كل شيء سيزول ؟
ولن تشرق الشمس أبدًا، وأن الأرض ستغرق في ظلام دامس. فماذا سنفعل ؟ سيهز هذا الخبر الصادم كيان قرية صغيرة هادئة تتربع على سفوح جبال الألب السويسرية في مواجهة المصير المحتوم استسلم القساة، وبدأ المتشائمون بتخزين المؤن تحسبا للأسوأ، في حين سعى الشجعان لفعل ما بوسعهم، واستغل المتاجرون الفرصة لصالحهم. تصرف كل وفق طبيعته، ومآربه، ومعرفته. اشتعلت حدة السلوكيات الفردية تحت وطأة هذا الحدث الكارثي الوشيك.
"لو لم تشرق الشمس" رواية يصعب تصنيفها، إذ تجمع بين جمال الحكاية التقليدية وسحر الرواية الحديثة. هذا النص المفاجئ والآسر يجمع بين عبق العصور القديمة وأسلوب عصري فريد. يبدع راموز في رسم إيقاع سردي يجمع بين الرمزية والشعرية؛ ما يمنح القصة قوة وجمالا استثنائيا . كل شيء في هذه الرواية ينبض بالكمال؛ فالوصف، سواء للحركة التي تبدو كأنها من تصميم راقص، أو للمناظر الطبيعية التي تتفتح كما لو أنها من ريشة رسام، أو للأصوات التي تبدو كأنها من تأليف موسيقي ماهر، كل هذه العناصر تندمج بسلاسة في سيمفونية روائية مدهشة.
راموز أشبه بساحر يحول فكرة بسيطة - تنبؤ مرعب يهز قرية نائية - إلى سيمفونية ضخمة ذات مقدمة وحركات متتابعة ونهاية باهرة.
لهذا، تعد رواية "لولم تشرق الشمس" من الأعمال الأدبية الرئيسة في الأدب السويسري، حيث تُدرس بعمق في المدارس السويسرية. واعترافا بعبقرية المؤلف الأدبية، وضع البنك الوطني السويسري صورته على فئة المئتي فرنك منذ عشرين عاما . في عام 1987 ، حول كلود غورتا هذه الرواية إلى فيلم سينمائي؛ ما أسهم في زيادة شهرتها وانتشارها. واليوم، تأتي دار سدرة لتكون السباقة في تقديم هذه الرواية للقارئ العربي من خلال ترجمتها، مضيفة إياها إلى سلسلة ترجماتها المتميزة التي تجمع بين ثقافات العالم المختلفة واللغة العربية.
لا يوجد مراجعات