السوق السوداء للدبلوماسية
قد يكون تعبير السوق السوداء تعبيرا سيئا في الاقتصاد، لكن قد لا يكون مشابهاً للمفهوم ذاته في السياسة الخارجية والعمل الدبلوماسي، ففي المفهوم الاقتصادي تعني التعاملات التجارية التي يتم فيها التحايل على القوانين الضريبية والتشريعات التجارية، ومن ثَمَّ التجاوز على القواعد المفروضة، ولكن أحيانا تنشأ هذه الأسواق بسب عدم قدرة الإنتاج الوطني والاستيراد على تغطية الطلب الداخلي، أي بالمفهوم الاقتصادي حصول حالة سوقية يزداد فيها الطلب إلى حد بعيد على العرض، وقد يتقارب هذا المعنى مع الحاجة الضرورية لقيام سوق دبلوماسية سوداء.غالبا ما تُمارس دبلوماسية القناة الخلفية خلف الكواليس بالتوازي مع دبلوماسية القنوات الأمامية، كما يجب التمييز بوضوح، بين دبلوماسية القنوات الخلفية والدبلوماسية السرية، أو سياسة خارجية سرية، كما قد يفهم البعض.إنَّ مفاوضات القنوات الخلفية سواء تلك التي مارسها رجال الدبلوماسية المهنية أو التي شغلها رجال الأعمال لإيجاد وساطات، لبدء الحوار كانت الأداة الأنجع لحل المشكلات.تأتي أهمية هذا الكتاب في بيان أهمية استخدام القنوات الخلفية في الوصول إلى الحلول الدبلوماسية المطلوبة بين مختلف الفواعل الدولية، وتقنين استخدام هذه القنوات الخلفية لكي تصبح أكثر فاعلية لتحقيق أهداف المصلحة الوطنية، وكذلك العمل على تجاوز حالة القطيعة والانسداد السياسي في العلاقات الثنائية على مستوى السياسة الخارجية، عبر إيجاد آليات تسمح بإيجاد حراك دبلوماسي معين، الذي قد يصل إلى مرحلة توظيف العلاقات الشخصية والعامة في فتح القناة الخلفية.
لا يوجد مراجعات