جوهر الترجمة عبور الحدود الثقافية
تسطع الفتوحات التي تحققها العلوم الطبيعية على أفق التطور الإنساني بشكل يزداد توتره من وقت لآخر، ولا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن فتح جديد سواء في الكون الأصغر أى الذرة وما دونها، والكون الأكبر وما وراءه أى المجرات والثقوب السوداء. وأمام هذه الفتوحات الخلابة يقف الجميع موقف الانبهار، وهو الأمر الذي يدفع الباحثين الذين ينصب عملهم في مجال العلوم الإنسانية إلى التنقيب عن الأسباب التي تقود خطى تلك العلوم على طريق تحقيق ما تحققه من فتوحات بارزة. وفي هذا الصدد لا يجدون إلا مناهجها ونظرياتها وآلياتها، مما يستطيعون نقله وتطبيقه على المجالات. التي يعملون في نطاقها ؛ وهذا هو الحال مع كافة العلوم الإنسانية التي تسعى باستمرار إلى تبنى ما تصقله العلوم الطبيعية من أدوات بحثية. وهذا هو الكتاب الذي يسعى الباحثون الاثنا عشر المشاركون بأوراقهم موضوع أو بحوثهم فيه إلى السير بالدراسات الترجمية في اتجاه التحول بالترجمة کنشاط ثقافي تزداد أهميته يوما بعد يوم من "فن" يخضع للذوق الخاص عند الإنتاج والاستهلاك إلى علم يخضع للقياسات الدقيقة اللاشخصية وتقوده المعطيات الموضوعية، وفق منهج صارم، إلى نتائج حتمية قابلة التكرار ؟
لا يوجد مراجعات