كيف تحققت ثورة إيران؟
إن الثورة الإيرانية لم تقدم جزءًا ضئيلًا مما قدمته ثورة فيتنام، أو ثورة الجزائر، من ضحايا وشهداء، بل إنها لم تخسر من رجالها بقدر ما خسرته الثورة الفلسطينية التي لا تزال تسير على درب الآلام والتضحيات، ولكن مع ذلك فقد كان انتصارها قاطعًا ورائعًا، حيث غيرت مركز إيران ووجهها، ونقلتها من معسكر إلى آخر، كما أن لها تأثيراتها الفاعلة في مجرى الأحداث في الشرق الأوسط والعالم. وقد يظن بعضنا أن قيام الثورة الإيرانية هو من نتاج رجال الدين وحدهم، وهو وصف لا يمثل الحقيقة تمثيلًا صحيحًا. ولعل هذه الفكرة ترجع إلى نجاح رجال الدين في التحرك والسيطرة على البلاد، وترسيخ أقدامهم في اللحظة التي كان فيها العلمانيون قاب قوسين أو أدنى من الإمساك بزمام الأمور، وقد كان هذا النجاح قويًا إلى الحد الذي حجب الماضي عن أعينهم. وواقع الأمر أن الثورة الإيرانية كانت نتيجة تآلف القوى السياسية المختلفة، ومن بينها الفئات الدينية. وكان هدف هذه القوى هو التخلّص من الحكم الدكتاتوري، وإحداث إصلاحات في المجال الاقتصادي والاجتماعي يضمن على الأقل للبرجوازية الوطنية مصلحتها، واتباع سياسة خارجية مستقلة بعيدة عن نفوذ الولايات المتحدة الأميركية.
لا يوجد مراجعات