جيران وغرباء
لا ينشأ الخوف من (الغريب) من مجرد الإطلاع على تصريحاته او من تحليل سياساته؛ إنه ليس مجرد خوف فكري أو ذهني، بقدر ما هو فطري موروث، تتشكل هذه المخاوف من خليط من الدوافع العقلانية واللاعقلانية الكامنة في أعماق الخبرة الفردية، أو حتى في الذاكرة التاريخية.
والتوتر الناشئ بسبب العيش بالقرب ممن يختلفون عنا من أعظم الخبرات الإنسانية خصوبة؛ لقد أجبرت أجدادنا، كما تجبرنا اليوم، على التعلم والإبتكار والنمو، وبدون هذا التحدي لكان من الصعب تخيل حضاراتنا.
لهذا التحدي، ابتكر أجدادنا خليطاً من الإستجابات تمتد من الإنعزالية إلى الإستعمار، ومن التجارة إلى الإمبريالية ومنالد بلوماسية إلى الجاسوسية ومن التحرير إلى الإستعباد، ومن النشاط التبشيري إلى الإبادة، وتشكل هذه الإستجابات موضوع هذا الكتاب.
لا يوجد مراجعات