بالروح بالدم الناصرية ومواريثها
بالرّوح بالدّم
النَّاصِريَّةُ ومَوارِيتُها
قَبْلَ نِصْفٍ قَرْنٍ وَنَيَّفٍ مِنَ اليَوم، وهو في عِقْدِهِ الخَّامِسِ، خَتَمَ جَمال عَبد النَّاصِر الزَّعِيمُ الكاريزمِيُّ السَّاحِر، مُلْهِبُ الجَماهيرِ والمَشاعِرِ - حَياتَهُ المَحْفوفَةَ بالمُدْهِشاتِ والإثارَةِ وَالدَسائسِ والحُروبِ، تارِكًا لِجَماهِيرِهِ إِرْثا ثَرِيًّا مِنَ النَّكَساتِ (حُزيران ١٩٦٧) وَالتَّجارِبِ الوَحْدَوِيَّةِ المُخَيِّبَةِ (سوريا مثالًا) وَالأَنْظِمَةِ الكُلِّيَّةِ المُسْتَلهِمَةِ - بِلا بَرِيقٍ - نهْجَهُ الذي أفْضَى إلى ما يَعِيشُهُ العَالَمُ العَرَبِيُّ اليَومَ مِنْ شَتات.
مِناتٌ مِنَ المُؤْلَفاتِ - بِلُغاتٍ وَأساليبَ شتَّى - حاوَلَتِ الإحاطَةَ مِنْ كَافَّةِ الجَوانِبِ بناصِر وَالنَّاصِريَّةِ، مُفَنَّدَةً ما تَمَخَّضَ عَنْهُ مَشْروعُهُ مِنْ زَلازِلَ وَارِتِدادات.
يَسْتَنِدُ مَبْحَثُ اليكس راوْل بالرُّوح بالدّم: النِّاصِرِيّةُ وَمَوازيتُها إلى وَثائِقَ وَلِقاءاتٍ وبَراهِينَ دامِغَةٍ لم يَسْبِقُ لَها أنْ جُمِعَتْ كَما جَمَعَها الكاتِبُ، تُبَيِّنُ تَأثيرَ السِّياساتِ النَّاصِريَّةِ عَلى كُلِّ مِنْ مِصرَ وسورِيا والعِراق ولُبنان والأَرْدْن واليَمَن وَليبيا، بِأَسْلُوبٍ شَيِّقٍ وَدَقِيقٍ يَفتَحُ أبْوابًا مِنَ الكَلامِ والأَسْئلَةِ آنَ أنْ يَتَجَرَّأ العَالمُ العربيُّ عَلى فَتْحِها - إنْ هُو شَاءَ التَّصالُحَ مَعَ نَفْسِهِ والالتِحاقَ بالعَصْر.
آليكس راول
صِحافيٌّ وباحِثٌ سِياسِيٌّ بريطانيّ. مُتَذَوِّقٌ للشِّعْرِ العَرَبيِّ ومُرجِمُهُ. كَتَبَ في كُبْرَياتِ الصُّحُفِ وَالمَجَلَّات: «الإكونوميست» و«الواشنطن بوست» وغَيْرِهِما. أقَامَ مَدِيدًا في لُبْنانَ وَلَم يُغادِرْهُ سِوَى عَشِيَّةِ انْدِلاعِ حَرْبٍ ٢٠٢٤، شارِحًا في مَقالَةٍ لَهُ نُشِرَتْ في مَجَلَّةٍ «نيولاين» رَفْضَهُ تَعْريضَ عَائِلَتِهِ لِهَذا العُنْفِ المَهُول.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات