المتخيل والمقدس
افضى التأمل في صورة الغيب التي نحملها عنه بشكل عام، وفي كل صورة من صور محتوياته في ذاكرتنا بشكل خاص، إلى فرضية أن الغيب متخيل مقدس، من نتاج خيال الإنسان، وليس له حضور موضوعي خارجه، وهي فرضية جديدة في مسارات البحث الإسلامي التقليدي التي ترى أن الغيب معطى إلهي، ليس للإنسان دخل فيه.
والمتخيل المقدس هو تصورات الإنسان عن عالم الرهبة الذي يكتنف شعوره، وهو يسمع من آخرين عن الملائكة المحيطين به، والشياطين الذين يتربصون به كل حين والأرواح التي خرجت من الناس، وما سيواجهه هو من حساب يوم القيامة، ثم النار جراء ما اقترفه من ذنوب، أو الجنة برحمة رب العالمين، وفي شعور أخر، يتقبل قصة أبيه آدم وأمه حواء، وأن الله خلق السماوات بغير عمد، وجعل فيها الشمس والقمر والنجوم، وخلق الأرض والجبال والماء الذي يشربه كلما عطش.
كانت الدراسة الثقافية منهجنا في تحليل الغيب الإسلامي، وهو منهج حديث لم لم يعرفه الموروث العربي الإسلامي، لذلك كان التعويل على الدراسات الغربية الحديثة، لا سيما إنها تقدم كثيراَ من أدوات البحث في مجال دراسة الغيب من حيث تشكله داخل الثقافة الإسلامية، ثم من حيث علاقته بالغيب في الثقافات الأخرى.
لا يوجد مراجعات