القوى الأوروبية والمشاكل البحرية في الخليج العربي

اختيار هذه الحقبة من تأريخ الخليج العربي ( 1789 _ 1857 ) تفسره الأهمية الحيوية لهذه المنطقة على المستويات الجيوستراتيجية والاقتصادية والسياسية من جهة، ومن جهة أخرى الدور الذي أدته في الأحداث العالمية أو الإقليمية ضمن معطيات تأريخية كبيرة: تطور النظام الرأسمالي، والثورة الفرنسية لعام 1789 ، والصراعات التي نتجت عنها في أوروبا وتأثيراتها في الخليج العربي، وظهور قوى عربية بحرية كالقواسم وعمان، التي أعطت السمات الأساسية لتأريخ الخليج العربي حتى بداية سبعينيات القرن التاسع عشر، وأخيراً الصراع بين قوى بحرية أوروبية وأخرى محلية؛ لأجل الهيمنة البحرية في الخليج العربي، وتلك الأحداث التى وقعت فيه كانت القوى البحرية العربية من بين اللاعبين الأساسيين فيها. لذا؛ بات من الضروري إعادة كتابة الحقائق التأريخية وتوظيفها بموضوعية من جهة، ومن جهة أخرى إبراز قيمة دور القوى العربية البحرية في هذه الحقبة (1789 _ 1857 )، ومن المناسب أيضاً وتوخياً للموضوعية اعتمدنا الوثائق الفرنسية وأخذناها بالحسبان؛ لأنها تضمنت وجهة النظر الفرنسية حول المشاكل البحرية والسياسية، التي أبرزتها تقارير القناصل الفرنسيين والمراسلات الدبلوماسية في المنطقة، سواء في القسطنطينية أم فارس أم مسقط، المرسلة إلى وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة البحرية الفرنسية، مما يوفر مصادر مهمة تخص منطقة الخليج العربي لم يرجع إليها من كتب عن تاريخها، معتمداً على الوثائق والمصادر الفرنسية والبريطانية .