أمراء وغزاة: قصة الحدود والسيادة الإقليمية في الخليج
حين قام عسكر الدولة العثمانية لإخماد الحروب الأهلية التي قامت بين أبناء فيصل في نجد، حتى لا تمتد ذيولها إلى الحرمين الشريفين، لم يكونوا يؤدون واجباً إسلامياً مقدساً إنما كانوا يؤدون واجباً تجاه دولة علمانية تزعزع ولاء بعض مناطقها بعد أن وهنت في أرضها روابط الدين وتقطعت بالجهل السائد روابط الإخاء في الله، وتصرمت بالقومية وشائج الانتماء إلى دولة الإسلام، وما كان المسؤول المباشر من هذه الحملة في العراق يعمل إلا لمعالجة بعض أطراف هذه الدولة في آسيا بعد أن خسرت الكثير من أجزاء جسدها العاري الممدّد هامداً في أوربا بعد أن تعرض لسموم الأفكار الأوروبية.
يحيط البحث في هذا الكتاب اللثام عن هذه الأحداث. يبدأ الفصل الأول من هذا البحث بالنظر في الحملة التي سارت إلى الإحساء في شرق شبه الجزيرة العربية لتحقيق أغراض سياسية بعينها. ويدرس الفصل الثاني التعقيدات التي أحدثتها الحملة العثمانية في سياسة الخليج البريطانية، وما أدت إليه من تثبيت للنفوذ البريطاني في البحرين، وكذلك التعقيدات في الظهير الصحراوي الذي لفته الفوضى وسادته الفتن. وفي الفصل الثالث تحت متابعة التطورات السياسية في المنطقة حتى عام 1309هـ/1891م. تلك التطورات التي عصفت تماماً بالأسرة السعودية الحاكمة في نجد، وذلك بعد أن أنكرت القوتان المؤثرتان في الخليج-البريطانية والعثمانية-الدعم لتلك الأسرة. أما الفصل الرابع فقد دار حول النشاط العثماني في هذه المنطقة، ذلك النشاط الذي أدخل المنطقة إلى بؤرة السياسة الدولية. وثم تخصيص الفصل الخامس والأخير لدراسة نهاية الوجود العثماني على سواحل الخليج العربي بعد أن انتهى سلفاً من القصيم، وبات هناك، بجهود الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن السياسة والعسكرية، أثراً بعد عين. وقد التزم المؤلف لهذا البحث بالوثائق البريطانية، كما اعتمد أيضاً على بعض المصادر والمراجع المحلية في المنطقة والتي أعانته بما أثبتته من غث وسمين على فهم بعض المصادر المحلية وتفسيرها.
لا يوجد مراجعات