كوميديا الاشباح
"أفتح عيني، لا أحد في غرفتي التي تفوح برائحة الأسفنيك المدوّخة، ما من طبيب أو ممرضة، يبدو أنهم تركوني لأموت وحيداً وانصرفوا ليشربوا قوة الظهيرة، عبر النافذة المفتوحة أسمع الأشجار تهزها الريح، لا لست ميتاً لقد نجوت هذه المرة أيضا، أرفع يدي لأمس وجهي وأقول لنفسي ها أنت ذا تعود إلى الحياة مثل كل المرات السابقة، أنهض وأحلق ذقني مغنياً، كما أفعل دائماً، أعطر وجهي وارتدي بذلتي ثم أتسلل عبر النافذة إلى الخارج، هارباً من الموت إلى الحياة لأبحث عن شهر زاد الضائعة وصديقي الغريب الذي أعرف أنه سوف يقرع نافذة غرفتي ذات ليلة، إذ الثلج يهمي، ويدخل عائدا من النجوم، في "كوميديا الأشباح"، يدون فاضل العزاوي ثرثراته مع الأشباح والملائكة، وزمرات أنفاسه الأخيرة، وهو يصارع مرض الموت الذي يفرد جناحيه على صفحات حياته القصيرة.
لا يوجد مراجعات