انقلاب في المسرح المصري الحديث
أعترف أننى استمتعت بكل لحظة من "انقلاب" منذ قرأت نصها، وسمعت موسيقاها، وفكرت فيها، إلى دراستها، إلى الإعداد لها، إلى الصعوبات والعقبات التى صادفتها، إلى مشكلات تمويلها، إلى تدريباتها على خشبة المسرح، ثم إلى التصوير السينمائي، ثم إلى بروفات الجمع والتزاوج بين المسرح والسينما، ثم إلى مخالفات بناء المسرح الجديد، التي أدت إلى غلق المسرح وتشميعه، حتى أحاطنى الإحباط وبلغ مني اليأس مبلغه.
أذكر أنني قابلت محافظ القاهرة في ذلك الوقت اللواء يوسف صبري أبو طالب، يرحمه الله، وقلت له: "افتحوا المسرح ولو يوماً واحداً فقط.. أشوف انقلاب بعنيا وبعدين اقفلوه تاني" كان الشوق قد تجاوز مني قمته، الشوق أن أرى حلمى وقد تجسد.. أن أري نتيجة الخيالات والأوهام واللاشعور وقد أصبحت كائناً حياً.. أن أرى نتيجة من بعد في الشرق الأوسط -على حد علمى- هل الصورة النهائية للعرض هي ما كانت في خيالي وتصوري أو تكاد؟ هل المسجد يعادل الحلم؟ هل الحقيقة تعادل الخيال؟ يا ناس.. يا عالم.. يا هووه.. أشوف نتيجة التجربة بس.. وبعدين اقفلوه.
جلال الشرقاوي
لا يوجد مراجعات