مثل ريح طرزت بالأرض
عبر مصائر تتفاوت في شقائها، واستلهامًا لواقع كان سائدًا، تقف (إيلاريا توتي) أمام قضايا بالغة الحساسية في المجتمعات الأوروبية، أسَّستْ قبل 100 عام وأكثر لقيم جديدةٍ... قضايا من بينها حقُّ المرأة في اخيتار عملها وحياتها الاجتماعية، وحقُّها في ارتداء ملابس مريحة، والعيش باستقلالية.
تنسج، إيلاريا، عالمها بين مستشفىً عسكريٍّ يدرنه نساءٌ مجتهدات قاتلنَ (حَرفيًّا) من أجل مكانتهنَّ في المجتمع، وجنودٍ على أرض واحدة من أشرس المعارك التي عرفتها البشرية، الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وكيف تشتبكُ هذه الأرواح في رعبِ نهاية مهَّدت لخلقٍ جديدٍ فيما بعدُ.
ثمَّة أمومةٌ في رواية (مثل ريحٍ طُرِّزت بالأرض)، أمومةٌ تتلفَّت خشية أنياب التقاليد والفقد. وصداقة تُختبَرُ غير مرَّةٍ فلا تذبل أمام التحديات الكبرى. وأسئلة على قدر ذاتيتها فهي كونية: متى سيناضل المرء ومتى سيقول بمنتهى البساطة "لا! هذا يكفي". هل ترجمان الرجولة سلاح المعركة؟ وهل تنتهي الحياة مع موت حبٍّ أو بتر ساقٍ أو خسارة عائلة؟
إنَّه عمل ملحمي في الحرب وما تخلِّفه على جدران الرُّوح من ذاكرة مشؤومة. وفي الحبِّ الذي ينمو بين أعمدة الدخان وقذائف المدافع والأبخرة السامَّة. عملٌ حقيقي، لا تنقصه الفكاهة ولا يعوزه الخيال، على قدر المشاعر التي تجيش فيه.
الناشر
لا يوجد مراجعات