الرجل في الرداء الأحمر

«الرجل في الرداء الأحمر» هو عمل فريد من نوعه للكاتب البريطاني جوليان بارنز، يستعير فيه دور المحقق الثقافي، ليتتبّع حياة رجل جذّاب واستثنائي هو الدكتور صموئيل جان بوتزي، طبيب فرنسي شهير، كان من رموز الحقبة الجميلة (La Belle Époque).

بأسلوب حرّ، سلس، ودون فصول أو تقسيمات، يقدّم بارنز بانوراما سيّريّة شاسعة تمتد على 388 صفحة، تبدأ من زيارة بوتزي إلى لندن في يونيو 1885 وتنتهي بوفاته في 13 يونيو 1918.

يتنقّل النص بين حياة بوتزي ومجموعة من الشخصيات المعاصرة له: فنانون، شعراء، كتّاب، أطباء، وأرستقراطيون، كثير منهم رسمهم جون سنغر سارجنت، الفنان الأمريكي الذي رسم لوحة «الرجل في المعطف الأحمر» التي جذبت بارنز عام 2015 في أحد معارض لندن.

"الفن يُعمر أبعد من الرغبات الشخصية، الفخر العائلي، عقائد المجتمع؛ الفن دائماً يضمن الوقت إلى جانبه."

الكتاب ليس مجرد سيرة، بل تأمل في معنى الشهرة، الجمال، النفوذ، والرغبة، في زمنٍ كان يُؤمن فيه أن الذكاء والوسامة قد يجتمعان في شخصٍ واحد.

وصفته إحدى معجباته بـأنه "وسيم لدرجة مقرفة" — لكنه كان أيضًا طبيبًا بارعًا، مثقفًا، وصديقًا مقربًا من كبار شخصيات عصره.

كما يغوص بارنز في تفاصيل العلاقة الثقافية بين لندن وباريس في تلك الفترة، وكأنه، من خلال هذا التبادل، يردّ سياسيًا وأدبيًا على فكرة البريكست.

«الرجل في الرداء الأحمر» هو كتاب عن الفن بوصفه ذاكرة، وعن التاريخ حين يُقرأ من خلال الأشخاص لا الوقائع، وعن كيف يمكن لسيرة شخصية أن تختصر روح عصر كامل.