الموت بين البيروقراطية والمصلحة السياسية
تتناول هذه الدراسة جائحة كوفيد-19 كحدث متصل بالسياسة والتي حولت الكائن من فاعل في حياته ومستقبله إلى مجرد متفرج لا حيلة له في القيام بأي شيء، وأصبحنا صورة قبل ثقافية حيوانية نرتد ساعة الخطر إلى ضروراتنا البيولوجية، نقتتل من أجل القوت واللقاح، نصارع من أجل البقاء ضد الآخر الإنسان أي ضد أنفسنا وكأننا نعود لنأكل ذواتنا. فحدث الموت بين البيروقراطية والمصلحة السياسية كما حدث بشكل مروع لأن الموظفين البيروقراطيين صاروا مرتزقة وجعلوا النظام الإداري وقفاً على مصالحهم ولأن السياسيين وهم الوجه الآخر للارتزاق جعلوا مناصبهم مداخل إلى ممارسة سلطة تستهدف ضمان استمرارية المصلحة حتى حجبت الوظيفة بالسلطة البيروقراطية وبسلطة المصلحة السياسية. وفي هذا الحيز الزمني من عصرنا قيادة العالم أحادية كانت أم متعددة الأطراف لا تؤدي وظيفتها في حدود مربع الوظيفة وتمارس السلطة بكل سوءاتها وخطاياها، نكتشف أننا نئن من وطئة أربع جوائح: كوفيد-19 والبيروقراطية والمصلحة السياسية والنظام العالمي الجديد، والجامع بينهما تلك السلطة القاتلة.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات