هولدرلين

يقول سيد شعراء الألمان "جوته" في مقدمة دراساته وتعليقاته على ديوانه الشرقي: "من اراد أن يفهم الشاعر فليذهب إلى وطن الشاعر". كيف يبدو وطن شاعرهم العبقري هولدرين؟ وكيف أثّرت عليه طبيعة هذا الوطن؟ وسماؤه الصافية، وتلاله الوديعة، وغاباته الغامضة، وأنهاره الهادئة؟ في هذا الكتاب يطلّ الدكتور عبد الغفار مكاري على شاعر كان الشعر بيته ولحده، نعمته ونقمته، كان قدره ... ذلك هو الشاعر الألماني فريدريش هولدرين (1770-1843) الذي وهب الشعر كل شيء، فأعطاه كل شيء. أعطاه سره الخالص، وامتلك في مقابله كل حياته الواعية وغير الواعية. ثم هوى به في ليل الجنون فعاش نصف عمره الأخير في ظلامه. يقول المؤلف عن كتابه هذا "أردت من الكتاب أن يكون تمهيداً لقراءة هذا الشاعر العسير، ولذلك أكثرت من النصوص بقدر الإمكان، وتناولت حياته وتجاربه من خلال شعره في مراحل تطوره المختلفة ... لم اقصد ايضاً أن يكون الكتاب "بحثاً" في شعر هولدرين أو ظروف حياته بالمعنى المفهوم من تلك الكلمة ... بل التعريف بهولدرين أو تشجيع القارىء على قراءته والتعاطف معه والتعلّم منه ...". يضم الكتاب صورة شاملة من مجمل حياة هولدرين الشخصية والأدبية وأعماله وعصره بالإضافة إلى قصائد أو نصوص مختارة من أعماله الأولى مثل: عزيمتي (1787) وكبلر (1789) وقصائد من مرحلة النضج مثل: أمبادوقليس (1797) و بونابرت (1797) ... وخمس أبيجرامات (1799) وهي تعني النقش الذي يُكتب عادة على القبور والقرابين والأعمال الفنية حتى أصبح فناً أدبياً قائماً بذاته – ومنها قصائده المعنونة: سوفوكليس ، الشاعر الغاضب، العابثون وغيرها. أيضاً يحتوي الكتاب على أناشيد الليل (1803): دموع، إلى الأمل، عصور، منتصف الحياة، وأشعار من مرحلة جنونه (1805-1843): إلى تسيمر (1814)، إلى تسيمر (حوالي سنة 1825)، إقتناع (1841)، وخبز ونبيذ.