السلطوية ما يجب أن نعرفه
على الرغم من التطوّرات والتنبؤّات المقترنة بنظرية الحداثة و”موجة الدمقرطة الثالثة”، لا تزال الأنظمة السلطوية تحتلّ رقعةً واسعةً من المشهد السياسي العالمي. صحيحٌ أن عدد الأنظمة الديمقراطية يفوق عدد الأنظمة السلطوية في العالم اليوم، ولكن قد تنقلب المعادلة في حال بقي العالم يسير بالمنحى نفسه. ويشكّل هذا مشكلةً للمجتمع الدولي على عدة جبهات، منها اقتران الديمقراطية بمستوياتٍ أقل من القمع، وانخفاض معدّلات الفقر، وعدد أقل من الحروب الداخلية والخارجية وغيرها من النتائج المرغوبة بما اصطلحت عليه النظريات السياسية الحديثة.
إن انتشار السلطوية وصمودها يُبرز الحاجة إلى فهم السياقات السياسية في الأنظمة السلطوية، ويشمل ذلك معرفة أهم الفاعلين داخل أضلع هذه الأنظمة، وسيناريوهات وصول هذه الأنظمة إلى السلطة، والاستراتيجيات التي تستخدمها هذه الأنظمة للبقاء، وسيناريوهات سقوط هذه الأنظمة. ويمهّد هذا الفهم، بدوره، الطريق لتطوير سياسة خارجية أكثر وعياً للتعامل مع هذه الأنظمة السلطوية، وتحليلٍ وتقييمٍ يستند إلى أسسٍ أكثر دقةً لصيرورتها في الحاضر والمستقبل.
السلطوية: ما يجب أن نعرفه هو تفنيد للصورة النمطية في أذهاننا عن النظام السلطوي، ويهدف إلى منح القارئ فهماً أصح للسياسات السلطوية من خلال إجاباتٍ يسيرةً عن أهم ما يُطرح من أسئلةٍ عن السلطوية، موضحاً التطوّرات السياسية الحالية في مختلف أنحاء العالم وكيف تتسق هذه التطوّرات مع ما نعرفه عن السلطوية المعاصرة.
لا يوجد مراجعات