تعليم اللغة العربية وتعلمها

"يعد التعلم، بالتحديد الذي ترتضيه الدراسات المعرفية الحديثة له، كفاءة داخليـة لـدى الفـرد، حيث يرتبط عميقا بخصوصيات السياق الخارجي (سواء أكان طبيعيا أو منظما). لذلك، ندرك مدى التحولات التي تطرأ عليـه عبر المسار الزمني، ومدى تأثـره بسياقات التعلم المختلفة، وهو ما اقتضى منا توجيه مضامين هذا الكتاب نحو مقصدية الإجابة عن أسئلة مـن نـوع: كيف يجب مواءمة التعليم مع تطور التعلم؟ مـا موجهات ومسالك مواءمة التعليم مع خصوصيات المتعلم؟ كيف يجـب أخذ السياق الثقـافي (ومن بينـه اللغة) بعين الاعتبار في أي ممارسة تعليمية؟

ولعل في طرحنا لهذه الأسئلة مـا يـحـدد عمق قناعتنـا بكـون التعليم والتعلم خاضعين لتحولات سريعة، تمس المضامين منهما تماما كما تمس ثوابتهما النظرية وخطواتهما الإجرائية... مما يستلزم الانخراط الدائم في مسلك التطوير التربوي والديدكتيكي الذي يستمد استراتيجياته من كل الأبعاد النفسية، والاجتماعية، والثقافية، والمعرفية، والوجدانية، والإبداعية للمتعلم".