يسقط المطر..تموت الاميرة
عندما نقرأ "منى الشمري" نجد أننا أمام عرض قصصي يشبه إلى حد كبير نشيداً من الحزن، وتلاوة من الصراخ المكظوم لكاتبة تتجلى براعتها بقول الصدق وإن كان هذا الأخير أليماً يسير بشخوصه نحو نهاياتهم المحتومة التي تبعث لقسوتها على الضحك والبكاء في آن واحد.
إن هذا الأسلوب المأساوي الساخر والموجع الذي استخدمته الكاتبة من أجل تحريك وتنويع الحكايات يجعلنا نتساءل وبسرية معلنة: إلى أين تقودنا هذه المآسي، من جوع وفقر وموت مجاني يتعرض إليها أولئك؛ الذين تحولوا بفعل الظروف إلى ريشة في مهب القدر؟ والجواب يأتي من الروائي الكويتي "طالب الرفاعي" بأحسن ما يكون عليه التعبير عن أعمال منى الشمري بقوله: "تأتي منى الشمري إلى القصة القصيرة من جادة الحياة الإنسانية الراعفة بهمومها اليومية. فهي تكتب عن بشر من لحم ودم وأحلام صغيرة ومتاعب كبيرة، بشر سكنوا ذاكرتها ووجدانها، وجاء حضورهم مقترناً ومخضّباً بعطر ولون وتراب المكان.
المكان في مجموعة "يسقط المطر.. تموت الأميرة" هو بطل في أكثر من قصة، ويُحسب لمنى الشمري، تصديها الفني المبدع لحفظ بعض من ذاكرة منطقة "الفحيحيل" في الكويت، بعد أن هزمت الحداثة العمرانية الخرسانية المتهورة، المدينة وأهلها.
منى الشمري التي بدأت نشر قصصها في أواخر الثمانينات، تؤكد في مجموعتها الأولى أنها قاصة متمكنة من أدواتها الفنية، قادرة على خلق قصة قصيرة تعلق بذاكرة القارئ، راسمة معاناة ومحنة عيش أناس بسطاء على أرض الكويت، سواء كانوا كويتيين أو عرباً أو أجانب. مما يضفي على المجموعة جواً من الإنسانية العميقة، ويبدو لافتاً ومميزاً غوص منى الشمري في حياة هؤلاء، ورصدها لعوالمهم، وتحديداً عوالم المرأة، وكما لم يسبق لأي كاتبة كويتية".
وبعد، "يسقط المطر.. تموت الأميرة" أثر روائي ينطوي على جهد كبير على مستوى اللغة والخطاب والتقنيات عرفت منى الشمري كيفية صناعته وتحريكه بكيفية خاصة، ذات وقع متميز على القلب والعقل معاً، ولعله أكبر مما تقتضي الحكايات ما يستدعي في المقابل جهداً في القراءة.
يضم العمل ثلاثة عشرة قصة قصيرة نذكر من عناوينها: "السير حثيثاً إلى أمس"، "بنت من عجين"، "الجنة والنار"، "نشيج بدوي"، "ما لم ترهُ عين الصقر"... إلخ.
لا يوجد مراجعات