الكوميديا الإلهية ج٣: الفردوس
الجحيم عالم الهاوية والخطيئة ، ودنيا الأسى والعذاب الأبدي . والمطهر عالم الصعود فوق الجبل الشاهق ، للقيام بالتكفير والتطهر من الخطايا ، مع الأمل في الخلاص والطوباوية . والفردوس عالم الصعود في معارج السماوات، عالم السمو والسلام والطوباوية ، والاقتراب رويداً رويداً من جوهر الحقيقة الكبرى .
وتتشكل الأرواح الطوباوية بهيئة النور الصافي ، الذي تخيلته البشرية رمزاً للروح من قديم الأزمان ، وبصفة عامة لا تبدو أرواح الطوباويين بصورتهم في الأرض ، بل يظهرون في غلالة من أنوار طوباويتهم ، حتى لتكاد تختفي مميزاتهم الفردية ، والنور كالظلمة يحجبان كلاهما الرؤية ، ويثيران خيال الشعراء ، ويظهر الطوباويون وقد أحس كلّْ منهم بالتعادل الروحي ، وتملكهم السلام النفسي ، وامتزجوا بعضهم ببعض ، وتآلفوا في محبة الله ، وتساموا معاً في بحر الوجود الشامل