المثقفون المغالطون: الانتصار الاعلامي لخبراء الكذب
لاشك ان كتاب" المثقفون المغالطون " يثير كثيراً من الفضول والجدل . بدء من العنوان الذي يظهر في بداية الأمر أنه يحملا تناقضاً ، ذلك أن المثقفين في الفهم العام هم نزهاء بل هم من الفئة الراقية في كل مجتمع . أن يأت باسكال بونفياس ويخلخل هذا المبدأ الذي له شبه اجماع عبر العصور ؛ هذا ما يجعل قراءة الكتاب مغرية . من خلاله يكشف القارئ أن وراء الثقافة يكمن الخبث والنذالة حين ترتبط بالسياسة التي يكون فيها طموح المثقف ضيق الأفق فالمثقفون المغالطون الذين تحدث عنهم باسكال بونفياس يتميزون بمناصب حساسة وهم أيضا كتاب وسياسيين في الوقت ذاته. اذا كيف يكون المثقف مغالطا غشاشا وكذابا ؟ كيف يجمع بين الثقافة وجوانبها السلبية ؟ يوضح ذلك بونفياس من خلال تعرضه لأهم الشخصيات المعاصرة في فرنسا . وعلى ذلك ذكر فرنسا فقد اتخذها كفضاء تجري فيه الأحداث الحقيقية. بحيث يستطيع تبرير أي موقف يتخذه بحق أي شخصية ثقافية يتناولها بالتحليل. مما هو مهم في الكتاب ، ان باسكال بونفياس بطريقة منهجية أكاديمية محمكة عن طريق نقده لهؤلاء المثقفين كان يوجه نقدا لنظام بكامله ، متخذا هذه المناهج لتعرية السياسة في فرنسا وكيف يكيلون بمكيالين.
لا يوجد مراجعات