كيف ترى أعمدة القصر كأنها نخيل
وذلك حين ينطق الشعراء، فتَتَبدى الأشياء أقرب إلى ظلها، ثم يمتلئ فم الشاعر بالخيل وبالرخام، ثم تلمع في قصيدته الأنهار، ثم تعود الأنهار لتتدفق في القصر الموصوف. وكذا، يحمل الشاعر ما قاله وما امتلأ به، كأنما يحمل القصر على راحتيه، ثم يجوب البلاد، ثم يندثر القصر بعد ذلك، وتتغير البلاد والأمم، فلا يبقى من ذلك كله سوى ما رآه الشعراء، ولا يبقى مما رآه الشعراء سوى ما آمن به الناس، ولا يبقى من ذلك إلا صورته في الدواوين، ولا يبقى من ذلك بعد أن تغرق المكتبات وتُحرق سوى ما وجد في الحواشي، ولا يبقى في الحواشي سوى ما نُحل عليه ألف ألف مرة
حسين ناصر الدين فنان بصري يعيش ويعمل في بيروت. تنبع أعمال التجهيز والتصوير والكتابات التي ينتجها عن ممارسة تتناول اللغة وتشيّد صروحاً هشّة - بعضها لغوي وبعضها سمعي وبعضها مادي - تمتد جذورها في التواريخ الجمعية، وتستقي مصادرها من الشعر والأطلال والعمران وصناعة الصورة. كثيراً ما تردد أعماله أصداء مشاهدات وسرديات شخصية / تاريخية تتصل باهتمامات أوسع تتعلق بعلوم التأريخ والصروح المُشيّدة
لا يوجد مراجعات