مذكرات دي
أكتب الآن في هذا الدفتر، لأني أملك كل الوقت الذي أريده من أجل صياغة الاشياء. إنها كتابة غير موجهة إلى أحد، إنها لنفسي، نوع من إعادة الهضم، ونوع من إشباع رغبة الحوار مع أحد غير موجود في الخارج أصلاً.
أنا أعرف أنن مسجونة داخل الصور التي أنتجها عن نفسي وعن العالم الذي أعيش فيه، ولكن، أليس كل إنسان مسجون، بطريقة أو بأخرى، في صوره الخاصة عن نفسه والعالم؟!
أعرف أيضاً أن سجني الخاص تعلوه صدفة قاسية، أكثر قسوة وصلابة مما لدى الآخرين، وأنني ربما لن أخرج منها أبداً.
"دي" قد يكون اختصاراً لإسم ذلك الملاك الطيف "ديفالون"، ولكنه أيضاً وبشكلٍ أساسي اختصار لإسم تلك الفتاة البغدادية التي يرافقها هذا الملاك "ديالى عبد الواحد"، وهي تسرد يومياتها المدوّنة في دفاتر مذكراتها الأربعين، التي سوّدتها بالأحداث والهواجس والأفكار واعتمالات الذات العاطفية منذ أن كان عمرها 15 عاماً. ويمكن أن تكون في الوقت نفسه مذكرات لجيل كامل من النساء العراقيات يصارعن ظروف الحروب المتتابعة انتهاءً بالحرب مع داعش وأشكال العنصرية والرغبات والمطامح والآمال. "مذكرات دي" جاءت بـ 400 صفحة من القطع الكبير، و31 فصلاً. وتزيّن الغلاف لوحة للفنانة العراقية حنان البيّاتي.
لا يوجد مراجعات