تراجيدية في البداية هزلية في النهاية
يقدم چيچك كتابًا شيِّقًا، كأنه نافذة على العالم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، نطل منها على الحدثين اللذين يعدان علامةً على بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ونهايتها: أي فترة هجوم 11 سبتمبر عام 2001، والأزمة المالية العالمية في عام 2008. كما أنه يكشف عن وجهين للتاريخ: وجه تراجيدي والآخر هزلي؛ فمع أحداث 11 سبتمبر ماتت الليبرالية مرتين : مرة بوصفها مبدأ سياسيًا، والأخرى بوصفها نظريةً اقتصادية.
يعد الكتاب بانوراما للعالم بأحداثه المختلفة وثوراته التي غيرت مجرى التاريخ؛ إذ ينخرط في قلب الأحداث الثورية التحررية، ويعي معناها الحقيقي؛ فلا ينبغي أن تُقاس أى ثورة بما أتاحته من لحظات الروعة والسمو فى فترة استعارتها المذهلة، وإنما تُقاس بالتغييرات التي يتركها هذا الحدث الكبير على مستوى الحياة اليومية وينطبع تأثيره عليها، أي تُقاس بالعهد الجديد بعد التمرد والثورة.
لا يوجد مراجعات