سلالة
أكتب هذه الصفحات كمن يحرّر محضراً أو سيرة شخصيّة، بصفة توثيقيّة، ربّما للإنتهاء من حياة لم تكن تخصّني، مجرّد شريط من الأحداث والأفعال... ليس لديّ ما أعترف به ولا ما أكشف سرّه، وأنا لا أشعر بأدنى ميل إلى التأمّل في النفس ومراجعة الضمير، بل على العكس، كلّما بقيت الأمور غامضة ومبهمة، إزداد إهتمامي بها، لا بل كنت أجهد في إيجاد سرّ لأشياء خالية من الأسرار.
والأحداث التي سأنقلها حتّى عامي الحادي والعشرين، عشتها في "عرض خلفيّ"، تلك الوسيلة التي تقضي بعرض مشاهد على شاشة خلفيّة فيما يلازم الممثّلون أماكنهم في موقع التصوير في الأستديو، وددتُ لو أترجم ذلك الإنطباع الذي أحسّ به كثيرون من قبلي، كانت الاحداث كلّها تتعاقب كأنّما على شاشة خلفيّة ولم يكن بوسعي بعدُ أن أعيش حياتي.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات