تربية الرواقي
بالتأكيد كان «بارون تيفي» قد شعر بالخوف، أو بالأحرى، حين استولى الخوف على بيسوا، أبدع شخصية البارون كي ينقذ نفسه. لقد حوَّل كل نفاذ بصيرته الشرسة إلى هذا الشاب النبيل، الذي لم يستطع أن يتحملها، لأن نفاذ البصيرة هذا كان يثقل عليه كثيرًا، كما أن احتمالها لم يكن يشكل جزءًا من دوره. لقد ولد «بارون تيفي» كي يموت.
من الواضح أن جميع البدلاء كانوا بالنسبة إلى بيسوا «أدوات تعزيم» (رقية) وافتداء. لقد وُلدوا واحدًا بعد الآخر كي ينقذوا بيسوا من الحياة التي لم يكن يتحملها، التي لم يكن يحبها، أو التي كانت تتراءى له بأنها قد تخطت قدراته، لكن دو تيف اضطلع بالمظهر الأخطر لخالقه: المنطق الذي بلا فرامل. «كنت دائمًا عقلانيًا في عواطفي»، هذا ما يُسِرُّ به هذا الشاب. وحين يصل إلى الخاتمة بأن «السلوك العقلاني للحياة أمر مستحيل»، يكون عندها الانتحار المخرج الذي يفرضه منطقه، أو الذي يفرضه عليه بيسوا، الذي كان دائمًا مخلصًا لأدبه.
لا يوجد مراجعات