لو اختفت القطط من العالم
منذ أن يدرك الإنسان أنه سيموت، يتوصّل إلى تصالح هش بين الأمل في الحياة والتصالح مع الموت، وخلال ذلك يتذكّر الكثير من الأحلام التي لم تتحقق، والكثير من حالات الندم على أشياء تافهة. ولكن بعدما حصلتُ على ميزة إخفاء الأشياء من هذا العالم، أرى أن هذا الندم شيء رائع، فهو الدليل على أنني عشت حياتي في هذا العالم.
***
حين يقف الإنسان على حافة الموت، وتُعرض عليه صفقة مستحيلة: أن يُمدّ في عمره يومٌ مقابلَ اختفاء شيء من العالم؛ يصير كل تفصيلٍ صغير - من شوكولاتة عابرة إلى هاتفٍ لا تتحدث به مع أبيك - سؤالًا عن معنى الوجود. وتكون الحكاية عن رجلٍ يترقّب نهايته وصفقته مع شيطانٍ قناعًا لهشاشتنا جميعًا لحظة إدراكنا أن البقاء مشروطٌ دائمًا بالخسارات. تطرح الرواية أسئلةً مُعقّدة قد تبدو بسيطةً في ظاهرها: ماذا يعني أن يستمر العالم من دون قطط؟ ومن دون الأشياء التي نظنها ثانوية؟ وما الذي يُمكن فعله في لحظاتنا الأخيرة؟
منذ صدورها، وجدت الروايةُ صدًى عالميًا غير مألوف: بِيعَ منها أكثر من مليوني نسخة، وتُرجمت ونُشرت في أكثر من اثنتين وثلاثين بلدًا، وصارت محل نقاش نقدي واسع، قبل أن تُحوَّل إلى فيلمٍ سينمائي بديع. هي رواية استطاعت تحويل الفَقد إلى سؤال إنساني كوني، عن جنة الاحتمالات الممكنة، ولحظات التأمل ومراجعة شريط الحياة.





























الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات