القناص
كان يطارد حلما يطارده، حلما نَزَقًا جرّه إلى جبال عمان ووديانها ومغاراتها، صعودا وهبوطا ومقيلا ومبيتا حتى كاد ينسى حياته بين الناس من غير القناصين. تعلم الاتحاد بالطبيعة والإصغاء إليها، وتشرب عطر الجبال ووحيها ورسائلها، فوجد شيئًا مما يكون به الإنسان إنسانًا. كان يلقى الموت فيتحدّاه ويهزم أعوانه في كل درب. ثمّ يستأنف الرحيل يطارد حلمه، أو يهرب منه وهو لا يدري.
ثم ماذا بعد؟ ها قد أنهيت الفعل فقتلته ونسيت أن «الطريق لا تكون طريقا إلّا إذا كانت بلا نهاية انتصرت الآن على تيس الوعل، فهزمت نفسك. كان يجرّك إلى الأعالي، ويشدّك إلى القمم صاعدًا بك نحو السماء، فهبطت به الأرض وخبًا في نفسك عشقُ الجبال، ومن حولك النسور تحوّم لتأكل من رأسك لا من لحم الوعل كما ظننت. ألم يكن أولى بك أن تتبع طريق تيس الوعل إلى ما لا نهاية، وتدّخر الرصاصة، فلعلك تكون يوما سيد فرصتك في أن تموت منتصرًا؟!
أقل اللوم على القنّاص، فكفى به داءً أن يرى في الفوز العظيم نهاية!
"رواية القناص ببطلها الأول الحلم الذي يتصاعد في رأس القناص منذ بداية الرواية بعيدا وشبه مستحيل حتى نهايتها إذا يصبح متحققا وصادما، وبطلها الثاني، الوعل الذي هو مضمون الحلم ووعي البطل به وإحاطته الداخلية بمداه؛ تستحضر المكان الذي يصلح أن يكون بطلا ثالثا بقوة وبلا كثير تأويل." - د. فاطمة الشيدي
" تماماً مثلما تتحرك الريحُ بين الجبال والوديان في رحلة القنص الأثيرة على القلب، يتحرّك الزمن بين الماضي والحاضر." - د. يوسف حطيني
"لقد ذهبت بنا تلك الرواية إلى حتمية التأويل، والغوص في قرار المعنى الظاهر، فليس المراد من الحكاية هو صيد الوعل، فالمعنى المختبئ أبعد من ذلك، إنه البحث عن الحلم الذي يبقي للحياة لذة." - هاني القط
"تدخل الرواية حافيا فتضطر للعودة لإرتداء أقوى أحذيتك لأنك ستتسلق الجبال وتطارد الوعول." - فاطمة محسن
"إذن ما فائدة أن تكون قناصاً وهناك قناص أكبر يترصدك.. مثلما وصلتَ لطريدتك سيصلك." - صالح النبهان
لا يوجد مراجعات