عطيل
عطيل، واحدة من روائع المآسي الشكسبيرية، تطرح مأساة الغريب وسط القوم، ومحنة الثقة حين توضع في غير موضعها. هي حكاية القائد المغربي الذي بلغ أرفع المراتب في جيش البندقية، والذي أحب بصفاء قلبه ديدمونة، تلك السيدة النبيلة التي هام بها وتزوّجها على غير رضا أبيها.
غير أن الشر حين يتسلّل إلى النفوس في صورة الحسد والمكر، لا يلبث أن يهدم أعتى القلاع. فـ”ياغو”، حامل لواء عطيل، ينسج خيوط المؤامرة حول مولاه، ويغرس في صدره بذور الشك، حتى ينقلب الحب إلى غيرة مسعورة، والبطولة إلى مأساة دامية.
في ترجمته لهذه المسرحية، يعمد الدكتور محمد عناني إلى لغة عربية فصيحة، رصينة، تُراعي الإيقاع الداخلي للنص، وتكشف عن عمق التراجيديا الإنسانية في العمل، دون أن تفقد طلاوة التعبير الشكسبيري أو كثافته الشعورية. عطيل، في هذه الصيغة العربية، ليست مجرّد نقل لكلمات شكسبير، بل استحضار لصوته وروحه، كما لو كان يتحدث إلينا من مسرحه عبر القرون.
لا يوجد مراجعات