هاملت أمير الدنمارك
تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات الكاتب الانجليزى ويليام شكسبير. كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة، وهى أطول مسرحيات شكسبير واحدى أقوى المآسي، وتعتبر الأكثر تأثيراً في الأدب الإنجليزي، فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي، وربما ترجع شهرتها إلى العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً: أكون أو لا أكون. وقد استقاها شكسبير من حكاية بطولية رواها ساكسو غراماتيكوس.
ترجمت المسرحية إلى جميع لغات العالم وهناك ترجمات عديدة باللغة العربية. و قد قام محمد صبحي ببطولتها وإخراجها في بداية حياتة الفنيه وحقق من خلالها نجاحاً باهراً كان السبب في أن يتم تدوين اسمه في الموسوعة البريطانية للمسرح.
هاملت، أمير الدانمارك الذي يظهر له شبح أبيه الملك (اسمه هاملت أيضاً) في ليلة ويطلب منه الانتقام لمقتله، وينجح هاملت في نهاية الأمر بعد تصفية العائلة في سلسلة تراجيدية من الأحداث، ويصاب هو نفسه بجرح قاتل من سيف مسموم جدا.
تكمن مشكلته في التأكد من حقيقة الشبح، هل كان أبوه من طلب منه بالفعل الانتقام أم شيطان ماكر تهيأ له في صورة أبيه، ومن حقيقة مصرع أبيه علي يد عمه (كلوديوس) الملك الحالي لبلد الدنمارك الذي تزوج أمه (جرترود) وهي الزوجة التي كانت تعتبر آثمة وغير شرعية في زمن شكسبير وتموت أوفيليا حزينة مكلومة بعد أن يصيبها الجنون بأن أغرقت نفسها بعد مصرع أبيها علي يد هاملت بالخطأ بعد أن كان يتنصت متخفياً خلف أستار الى حوار بين هاملت وأمه حول مقتل أبيه وزواجها الآثم من عمه الملك الحالي ثم كان أخو أوفيليا يريد محاربة هاملت للانتقام منه لأجل اخته وأبيه فيتقاتلان أمام كولوديوس وأمام الجميع فقام عمه بإعطائه كاسا فيها مشروب لذيذ للفائز ووضع فيه السم لأنه يعرف ان هاملت سوف يفوز.
تموت جرترود (جزاءً لعلاقتها الآثمة) بعد أن شربت بالخطأ نبيذاً مسموماً وضع أساسا ليشربه هاملت فقام هاملت بعد فوزه بقتل عمه فقطع ذراعيه ووضع السم في فم عمه.
هاملت يجرحه لارتيس أثناء استراحة المبارزة بينهما غدرا, لعلمه مسبقا بان السيف مسموم بحسب اتفاق كلوديوس مع لارتيس على تصفية هاملت نهائيا.
أوفيليا، حبيبة هاملت، الفتاة الرقيقة التي لا يبارك أبوها علاقتها بهاملت، تتأذى كثيراً من هاملت بعد أن ادعى الجنون وأنه لا يعرفها (في محاولته لكشف حقيقة مقتل والده وذلك حتى يخفي نواياه بالانتقام كي يتأكد من الحقيقة.)
كيفية اكتشاف هاملت خيانة عمه كلوديوس: اقام هاملت حفلا بمناسبة مرور عام على زواج عمه من امه وتتويج عمه ملكا على الدنمارك وعرض في هذا الحفل قصة الخيانة التي عرفها بواسطة شبح ابيه وظهر على عمه التوتر وترك الحفل ومن هنا تاكد هاملت من خيانة عمه كلوديوس وقرر الانتقام منه.
غادر هاملت القناعات الدرامية المعاصرة بعدة طرق. اولا, في ايام شكسبير, كانت أغلب المسرحيات تتبع أرسطو في شاعريته: ان المسرحيات يجب أن تقوم على الحدث, وليس على الشخصية. في هاملت, عكس شكسبير هذا الاتجاه، ببنائه المسرحية على المناجاة الشخصية (المونولوج) وليس على الحدث, حيث كان المتلقي على علم بدوافع هاملت وافكاره. ثانيا, وبشكل مختلف عن جميع مسرحياته (باستثناء عطيل), لاتوجد في هاملت أية قصة فرعية قوية. كل الأحداث ترتبط بشكل مباشر لرغبة هاملت في الانتقام. المسرحية مليئة بالأحداث غير الكاملة والمتعارضة. تجد أحياناَ ,كما في مشهد حفار القبور, عزم هاملت على قتل كلايدوس, ولكن في المشهد التالي, عند ظهور كلايدوس, يبدو هاملت أكثر ترويضاَ. اختلف الباحثون في تعليل وجود هذه الحالات, هل هي اخطاء, أو اضافات متعمدة لتكمل نسق الرواية في الخلط والازدواجية. أخيراَ, وعندما كانت أغلب المسرحيات تمتد لما يقارب الساعتين من الزمن, يستغرق أداء نص هاملت شكسبير, المكون من 4042 سطرا و 29551 كلمة, اربع ساعات واكثر. هاملت أيضا تحتوي على اداة شكسبير المفضلة, مسرحية داخل مسرحية.........
وتعد تراجيديا شكسبير هذه من اكثر الاعمال التي عالجتها السينما من بين اعمال شكسبير.. ولعل ابرز هذه المعالجات كانت على يد الممثل والمخرج البريطاني الفذ لورانس اوليفيه عام 1948، حيث قام باخراج الفيلم وبطولته.. فيما كانت للسينما الروسية حصة بهذا العمل خلال ستينات القرن المنصرم من خلال فيلم تناول المسرحية جسد فيه الممثل الروسي الكبير سمكتنوف *** دور البطولة فيه.