جرازييلا
في عام 1812، سافر ألفونس دو لامارتين، وهو شاب ميسور الحال، عبر جنوب إيطاليا. وخلال إقامته في نابولي، وقع في حب فتاة شابة تعمل في مصنع للسجائر. إلا أن وفاتها بعد عودته إلى فرنسا ظلّت تطارده طوال مسيرته الأدبية. أطلق عليها اسم “غرازيلا” في قصائده وذكرياته، كما جعلها بطلة روايته غرازيلا، التي تسير أحداثها على نحو وثيق مع قصة حبه الحقيقية.
يبدأ الراوي قائلاً: “حين كنت في الثامنة عشرة من عمري، أوكلتني عائلتي إلى قريبة لها كانت مرتبطة بأعمال في توسكانا”، وكأنه يكتب مذكراته. وما يتبع هذا الاستهلال هو حكاية عشق شاب وسط روعة الطبيعة وجمال الريف الإيطالي، تُعد من أبرز أعمال الرواية في التقليد الرومانسي الفرنسي؛ وهي رواية نضج تتقاطع مع صورة حزينة للفنان الشاب الذي يكتشف ملهمته، تلك التي تُلهِمه وتفلت منه في آنٍ واحد.
تتميّز غرازيلا بأسلوبها المتأمل، وعواطفها الحالمة، ووصفها الآسر للمشهد الإيطالي، ومكانتها الراسخة في الكلاسيكيات الرومانسية. إنها صورة خالدة للحب، تُجسّد ندم الشباب ومثالياته المضلّلة، التي لا تجد تعبيرها، وإن لم تجد غفرانها، إلا في الفن.
لا يوجد مراجعات