الخير والشر بعيون الفلاسفة
إن الإنسان وحده هو الذي يقول "هذا خير، وذاك شر". ولعل هذا هو الذي جعل كانط يستبدل بالتعريف الشائع للإنسان والذي يقول "الإنسان حيوان عاقل تعريفاً آخر يقول "الإنسان حيوان أخلاقي"، وهو أيضًا الذي جعل هارتمان يقول "الإنسان وحده هو الموجود الحامل للقيم الأخلاقية". أجل، فالإنسان وحده هو الذي يستطيع أن يسيطر على غرائزه وأن يتسامى بها، وهو الذي يستطيع أن يتجاوز الواقع الذي يعيشه إلى ما ينبغي أن يكون، واضعا أمامه "مثلا أعلى" يسعى إلى تحقيقه والحياة الإنسانية منذ القدم يتفتحفيها الوعي الأخلاقي بدرجات متفاوتة، وكل جماعة من الجماعات الإنسانية مهما كان نصيبها من الوعي الأخلاقي تختار لنفسها مجموعة من المبادئ والمعايير تحدد خيرها وشرها وتنظم حياتها.
لا يوجد مراجعات