عصر إسماعيل

كتابنا اليوم يتناول الحديث عن خلفاء محمد علي وحقبة “عصر إسماعيل”، وقد قسمناه إلى جزأين، حيث خصصنا لكل منهما كتابًا مستقلًا، نظرًا لأهميتهما في تاريخ مصر القومي. وسنتبع هذا النهج في إصداراتنا القادمة من سلسلة تاريخ الحركة القومية، بحيث يكون لكل عهد كتاب مستقل.

سيكون الكتاب التالي في السلسلة عن الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي، يليه كتاب عن مصطفى كامل، وهكذا تباعًا.

تعد الحقبة التي تولى فيها الحكم عباس الأول، ثم سعيد، ثم إسماعيل من الفترات المهمة في تاريخ مصر القومي. فقد كان عهد إسماعيل، وهو عصر طويل امتد خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، محطة بارزة في التاريخ القومي والسياسي لمصر.

اتسم هذا العهد بآمال كبيرة ونهضة شاملة ورقي عمراني، إلا أنه تخللته أخطاء جسيمة وأزمات أدت في النهاية إلى التدخل الأجنبي، مما جعله فترة محورية ذات تأثير مزدوج؛ إذ كان له أثره النافع في تطور الحركة القومية، كما كان له أثره الضار الذي مهد لمراحل لاحقة من التدخل الأجنبي.