تسكع عربي
والسفر -يا سيدي- كومةٌ من الذنوب المقبولة، ركامٌ من الأخطاء المعسولة، تَغْفِرُ لكَ تَكَلُساتِ المُقَامِ وتَصَلُباتِ المُكْث. فعليك به لكي تجدد تجاعيدك، وتضيف شيئًا إلى لذات شبابك المُتَصَرّم. السفر ليس انتقالًا من المكان بل رجوعٌ في آلة الزمن والتصابي، عودةٌ من شيخوخة الروتين إلى شباب الحرية، السفر ترياق الشباب الدائم الذي لا يصفه لك أطباء التجميل.
المطار من أمامك والملل من خلفك. ماذا تنتظر؟
(ملاحظة غير مهمة: الكاتبُ رحالٌ قضى عمرهُ سفرًا، وصَلاتَهُ قَصْرًا، وما قَضَى وَطَرًا. وهذا ثالث إصدار/تسكع للكاتب في أدب الرحلة. وهو باكورة سلسلة تسكّع عربي في الزوايا المهملة من الوطن العربي الكبير المبهر، تبدأ هنا وتنتهي عند عتبة دارك).
اقتباسات من كتاب «تسكع عربي» لـ عبد الكريم الشطي
اللسان وطن، حين تجد من يتحدث بلسانك، تنتفي وحشة الغربة عنك.
"لأن الجغرافيا ولدت اللغة واللغة خلدت الجغرافيا، فلا يمكن أن تطرب أو تشجن لأي نصٍ إلا بجغرافيته/ لغته الأصلية"
لا يوجد مراجعات