شعب أغابيا الخالد

أغابيا، تلك البلدة الصغيرة التي ترقد على سفوح جبال الكاربات، استقبلت اليوم قاضياً جديداً، في وظيفة تبدو أقرب إلى الشكلية، حيث إن أغابيا معروفة بسكينتها، إذ لم يُسجل فيها أي جريمة من قبل، وسكانها يعيشون حياة أقرب إلى السماء من الأرض. لكن سرعان ما يجد القاضي الشاب نفسه غارقا في قلب جريمة مروعة، محاصرا بتعقيداتها كمن

وقع في شباك عنكبوت، تائها في مساراتها الغامضة.

تتجاوز هذه الرواية إطار الجريمة التقليدي، لتغوص عميقا في أغوار النفس البشرية، وتكشف عن صراعات السلطة والسياسة، وعن التناقض الذي يعتري الإنسان بين نقاء السريرة وشهوة الظلم. في الخلفية نلمح مشاهد من تاريخ رومانيا، وما يكتنفه من صراعات بين الطبقات الاجتماعية والسياسية.

ببراعة سردية عالية، يصوغ فرجيل جورجيو أحداث هذا العمل، حيث تنقطع أنفاس القارئ خلف القاضي وهو بي يطارد الحقيقة بين الثلوج التي تحاصر البلدة، فلا أحد يدخل ولا أحد يخرج، ولا أي علامة تشير إلى طريق الخلاص. الثلج، ذلك الحاجب لكل أثر، يمحو كل بصمة، كأنه

مرآة لسجل البلدة النقي من الجرائم.