دانشمند
“دانشمند” أو عالم العلماء.
أهي سيرة الشيخ الإمام البحر أبي حامد الغزالي أم سيرتنا نحن؟ قطعة من المخيلة تبنيها الرواية، أم قطعة من التاريخ يقتفي آثارها أحمد فال الدين؟
لقد ضرب في مضايق العلم وطرق أبواب القرآن حتى تفوق على مجابليه وصار إمام عصره وعالم زمانه. لكن يبدو أنه جاء الزمان على الهرم: فتن سياسية وخصومات مذهبية ودسائس في القصر، وفي قلعة الموت متربص آخر لا يقل خطرًا عن تهديد الفرنجة الصليبيين.
و”دانشمند” رواية وإن توسلت بالتاريخ، لا تسقط في فخاخ الصورة النمطية لأبي حامد، بل تقدم لنا ذاتا إنسانية قلقة حية، وهي إذ تستدعى علامة من الذاكرة، فإنما تستدعيها لتغرس أسئلتها في تربة الحاضر، وتبرز قيمة المعرفة بوصفها طريقا إلى الخلاص، فماذا بعد الصيت والجاه والتوقير؟ ألا يكون طلب الطمأنينة إلا بسلك طريق الآخرة؟ وهل يكون التقرب إلى الله بغير التيه وجهاد النفس والصمت؟ ومن يحيي علوم الدين وقد صارت بابا مستباحا؟ وإذا كانت المعرفة طريقًا إلى الخلاص، فهل يكون فردًا والحال أمة على وشك الضياع؟
"دانشمند" رواية للكاتب أحمد فال ولد الدين، تأخذ القارئ في رحلة عبر تاريخ الشيخ الإمام البحر أبي حامد الغزالي. تستعرض الرواية بسلاسة بين الواقع والتاريخ، وتحاول الإجابة عن أسئلة كثيرة تتعلق بمعنى المعرفة ودورها في مواجهة التحديات الثقافية والسياسية.
تستدعي "دانشمند" التاريخ لتطرح أسئلة حول المعرفة والطمأنينة، مغرقة في حضورها الحي في عالم اليوم. تبرز الرواية قيمة المعرفة كطريق للخلاص، وتتناول التداعيات الروحية والذهنية لنضالات الفرد في زمن الهرم القيمي.
جدير بالذكر أن رواية "دانشمند" تأهلت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية للعام 2025.
اقتباسات من رواية «دانشمند» لـ أحمد فال ولد الدين
"غزلت غزلي دقيقا فلم أجد لغزلي نساجا… فكسرت مغزلي"
"فكم عاما رابط أمام قلبه ليفتحه؟ وأي أسوار في الأرض أمنع من أسوار القلوب؟ كم سنة راود نفسه ليقنعها بالسير إلى الكريم المتعالي؟".
لا يوجد مراجعات