النفط والسياسة في الخليج
في فترة ما بين الحربين العالميتين، ابتليت منطقة الخليج بسلسلة من الأزمات الاقتصادية: انهيار سوق اللؤلؤ، ظهور اللؤلؤ الياباني المستزرع، الكساد، والحرب العالمية الثانية. في الكويت، أدت هذه الأزمات إلى تقريب المسافات بين التجار وبعضهم البعض. كان لدى الكويت بالفعل، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، نخبة اقتصادية صغيرة متماسكة تمتد جذورها في عمق الاقتصاد وتجارة اللؤلؤ، كما كانت هذه النخبة الاقتصادية أيضا قوية سياسيا وقد سيطرت هذه الطبقة من العائلات على الحياة العامة.
خلال الأزمة الاقتصادية التي وقعت بين الحربين العالميتين، عاد تجار الكويت إلى التجارة المتنوعة بعيدة المدى، متخذين من شط العرب في العراق ملاذا لهم. لقد كان اقتصادهم في ذلك الوقت هزيلا، لكنهم بقوا، إضافة إلى ازدياد تماسكهم الاجتماعي والسياسي عندما شكلوا تحالفات. وعندما تعثر وصولهم التاريخي إلى عملية صنع القرار، سارعوا إلى التنظيم - أولا من خلال المجالس التعليمية، ثم من خلال المؤسسات السياسية الصريحة مثل بلدية الكويت والمجموعات السرية والنوادي وأخيرا من خلال الاحتجاج، وهو ما تبدّى في حركة "التمرد" في عام 1921، ومن خلال "حركة المجلس" عام 1938. تَولَّد عن كلتا الحركتين -خاصة الأخيرة- معارضة سياسية جيدة التنظيم وواضحة: إذ أنتجت حركة المجلس عام 1938 جمعية تشريعية حيوية -وإن كانت قصيرة الأجل- أطلق عليها المجلس التشريعي.


















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات