الفن والابداع في ريجو إيميليا
في هذا الكتاب تدعونا فيه "فيكي" لرحلةٍ تتجاوز حدود التعليم التقليديّ، وتحثُّنا على إعادة تصوُّر دور الفن في تشكيل عقول الأطفال، فهي تلاحظ أنَّ الفن يُخاطِرُ بفقدان قوَّتِه التحويليَّة عندما يكون محصورًا بين الجدران المعقَّمة لإطار المتحف. ويكمن الخطر الحقيقيّ في اختزال الفن إلى قطعٍ أثريَّةٍ خاليةٍ من حيويَّتها المتأصِّلة، ومنزوعةِ القدرة على إثارة الفكر والعاطفة، في عالمٍ تتزايد لامبالاته بالجمال، وفي هذا العالم تذكِّرُنا "فيكي" بأهميَّةِ تغذية الشعور بالدهشة والفضول، وتؤكِّد أنَّ الجودة الجماليَّة لبيئتنا ليست محضَ فكرةٍ لاحقةٍ، بل هي ضرورةٌ أساسيَّةٌ لتنمية المواطنين المشاركين الذين يعتزُّون العالم من حولهم ويحترمونه.
وفي ورشة الفنون (الأتيليه) تخلق "فيكي" وزملاؤُها المعلّمون سياقاتٍ نابضةً بالحياة، يُشَجَّعُ فيها الأطفال على الاستكشاف والتساؤل والتجربة بحرية، وبرفضها المناهج المحدَّدة مسبقًا لصالح التحقيق المفتوح؛ تُمَكِّن الأطفال من خوض رحلات الاكتشاف، سواءٌ أكان بصورةٍ فرديَّة أم تعاونية.
تطرح "فيكي" في كتابها سلسلةً من الأسئلة الاستقصائيَّة التي تدعونا إلى إعادة النظر في افتراضاتنا حول التعليم والإبداع، لماذا نُسمّي مكان العمل بالمدرسة بأتيليه؟ ما الدور الذي يؤدّيه التوثيق في عملية التعلُّم؟ كيف يمكننا رعاية البعد الجمالي للتعليم؟
لا تكمن الإجابات في الصيغ الإلزاميّة، بل في الخيال اللامحدود للأطفال، والتفاني الدؤوب للمعلمين، فهم يتحدّوننا لاحتضان الأسئلة، والاحتفال بالتنوع، ورؤية العالم بعيون طفل حتى يصير العالمُ عالمًا مليئًا بإمكانياتٍ لا حصر لها، وعجائب تفوق الوصف، لأننا بنسيج الإبداع النابض بالحياة لا نكتشف جمال العالم فقط، بل نكتشف أيضًا الإمكانات غير المحدودة للروح البشرية.
المترجم
لا يوجد مراجعات