رحلة الى ارضروم
تعكس هذه القصص المترجمة عبقرية بوشكين، فهو مثل غيره من كبار الشعراء أبدع في النثر بقدر لا يقل عن إبداعه في الشعر، وقد اختار المترجم من بين الأعمال النثرية تلك التي لم تترجم بدقة سابقاً وحيث سمح المترجمون لأنفسهم بإطلاق العنان لأقلامهم في "التصرف" بأعمال بوشكين.
والقصص المنشورة في هذه المجموعة تعكس موقف بوشكين من أحداث عصره في "رحلة إلى ارضروم..." يطرح موقفه من علاقة الروس بالشعوب الأخرى وإحترامهم لتقاليدها وعاداتها وحتى لحكامها وقادتها الذين قاتلوهم.
ويذكر الكاتب موقف الدراويش الأتراك منه كشاعر وترحيبهم به كأنه واحد منهم ويصف أحوال حريم الحاكم التركي، ويصف بوشكين في القصة طبيعة مناطق القوفاز الجبلية الوعرة وأنهارها الجامحة وفرسانها الأباة، والتي تأثر بها كثيراً وانعكست صورها حتى في أشعاره.
وفي قصة "العربي ربيب بطرس الأكبر" يروي بوشكين قصة جده الأكبر إبراهيم الذي أرسله القيصر إلى فرنسا لدراسة العلوم العسكرية وعودته إلى روسيا بعد سلسلة من المغامرات في إسبانيا.
وفي قصة "كيرجالي" يصف الكاتب جسارة قاطع طريق انضم إلى الحركة الثورية اليونانية ثم هرب إلى الأراضي الروسية، أما قصة "ليال مصرية" فهي مستوحاة من الأسطورة حول كليوباترا وعشاقها وترتبط بالموضة الشائعة في زمان الشاعر حول تناول المواضيع الرومانسية في الإبداع الأدبي.
وقصة "ملكة البستوني" تظهر جانباً هاماً من حياة الطبقة الأرستقراطية وطيشها وولعها بالقمار، بما يولده من مصائب وخراب أسر كاملة، وفي قصة "روسلافليوف" يتناول الكاتب فترة غزو نابليون لروسيا في عام 1812 وأصداء تلك الأحداث في مجتمع الطبقة الأرستقراطية الروسية.
ويتناول بوشكين في "تاريخ قرية غوريوخينو" في الواقع ما كان يعانيه الفلاحون (الموجيك) الروس من آلام بسبب نظام القنانة، وبوشكين مثل غيره من المثقفين الروس في زمانه أدان القنانة، واعتبر أن نظام العبودية هذا يمثل عاراً في المجتمع.