نظريات الدين البدائي
يستعرض هذا الكتاب بصورة شاملة ونقدية تلك النظريات الأنثروبولوجية التي ظهرت في القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين والتي حاولت إعطاء تفسير لظهور الدين. ولقد وجد هؤلاء ضالتهم في أديان ومعتقدات الأقوام والشعوب البدائية تفسيراً لمنابع الظاهرة الدينية وأصولها، مفترضين أن تلك الشعوب والأقوام تمتلك أبسط المؤسسات وتؤمن بصور الدين ومعتقداته بأشكالها الأولى كالإيمان بالطوطمية. ورغم تديّن المؤلف إيفانز بريتشارد إلا أنه يبسط آراء من تناولوا بالدرس هذه الظاهرة بموضوعية ووضوح، مستعرضاً نظريات أعلام الأنثروبولوجيين المشهورين وأبرز طروحاتهم من قبيل نظريات جيمس فريزر وإدوارد تايلور وماكس مولر ووليم روبرتسون سمِث. أو أولئك الذين درسوا باستفاضة نشأة الظاهرة الدينية وهم من خارج هذا التخصص كعالم الاجتماع أميل دوركايم وفلفريدو باريتو وعالم النفس سيغموند فرويد والفيلسوف ليفي بريل، الذي شَرَّح العقلية البدائية. ولعل أبرز الانتقادات التي وجّهها الكاتب لهؤلاء أنهم في بنائهم النظري اعتمدوا على الظن والتخمين وليس على أدلة مادية دامغة، متأثرين بشيوع نظرية التطور في زمانهم. معيباً على الكثيرين منهم بأنهم كانوا من علماء "الكنبة" الذين وضعوا نظرياتهم وهم في مكاتبهم الوثيرة قابعين وكتبوا عن أقوام كيفما أرادوا وهم لم يروا في حياتهم أحداً منهم...
لا يوجد مراجعات