الحرب الخفية: كيف تمكنت الصين من السيطرة على غفلة من النخبة الأمريكية
يغوص الكتاب بعيداً في تداعيات الحرب التجارية المحتدمة بين الصين وأمريكا، ويرى إن الأولى هي من بدأتها منذ أمدٍ ليس بالقصير، ولا يدخّر المؤلّف جهداً في كيل التُهم وإيراد الشواهد ليثبت الهدف النهائي الذي يسعى إليه، وهو إن الصين دأبت على إضعاف المكامن الرئيسية للقوّة الأمريكية، أي: اقتصادها، وتقنيتها، وجيشها، ونفوذها على الساحة الدولية. وكانت مساعيها السبب في خسارة الأمريكيين ملايين فرص العمل وآلاف الاستثمارات وكميات لا تُقدَّر من الرساميل والابتكارات. وإنهم «هم» من سمح بذلك؛ وذلك بسبب طمع بعضهم في تعزيز ثروته أو خطأه في فتح المجال لها للدخول في منظّمة التجارة العالمية أو غفلته ووقوعه فريسة مناورات الصينيين ودهائهم حسب وصفه، حتى باتت الأمّة الأمريكية أكثر فقراً، وتعاني مدنها من البطالة والإدمان، وبنيتها التحتية من التراجع الكارثي.يسرد الكاتب قصّة يسميها «الحرب السرية» المتشعّبة والمستمرة التي تلاعبت فيها الصين بالنُخُب الأمريكية واستغفلتها من وجهة نظره، متهماً الحزب الشيوعي الصيني الحاكم باتباع الكثير من الاستراتيجيات لتجاهل القانون الدولي والتحايل على المستثمرين الأجانب وتشجيع صناعة وتصدير السلع المقلَّدة وتسهيل التجسس على الاختراعات الجديدة ومصادرتها، بهدف قتل الصناعة الأمريكية والتحكّم بالأسواق والهيمنة عليها، كما يتناول الوسائل المفترض على أمريكا وحلفائها اتباعها لتعينهم في المواجهة الحتمية القائمة، وتحافظ على مفاهيم الحرّية وقيم المدنية المهددة بالخطر كما يقول، والحيلولة دون تحقّق مستقبل مظلم لأجيالهم القادمة.
لا يوجد مراجعات