تاريخ العبودية
إن كتابة تاريخ العبوديّة هي كتابة تاريخ الازدراء.. لا شكّ في أنّ العبوديّةَ هي المعادل الرمزيّ للقتل.. إذ يُعَدّ كتاب"تاريخ العبودية من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر"Histoire de l’esclavage De l'Antiquité à nos jours
محاولةً مثيرة لاستكشاف عميق لظاهرة العبوديّة التي لعبتْ دورًا مهمًّا لا يقلّ في أهمّيّته عن التاريخ السياسي والاقتصادي عبر التاريخ وعبر مختلف الحضارات والعصور منذ ما يقارب الخمسة آلاف سنة أو على وجه الدقة منذ ثلاثة آلاف عام، أي منذ اختراع الكتابة التي ساقت لنا القرائن الماديّة على قيام نظام الاستعباد.
والغريب أنّ نظام العبوديّة لم يؤرّقْ الضمير الإنسانيّ إلا في أوروبّا منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر فحسب كما يَتّضح عَبْر فصول هذا الكتاب وصفحاته؛ فقد بدأتْ الإدانات تصدر على استحياء منذ ذلك الوقت، ممّا جعل التنويرَ الأوروبي ومناداته بالحرية يبدو زائفًا ومزيِّفًا للوعي
جدير بالذكر أن تجارة العبيد لم تتوقفْ في نهايات القرن التاسع عشر، رغم أنّها كانت قد بدأت تؤول إلى زوال، ولم يكن هذا راجعًا إلى استيقاظ الضمير الأوروبي خاصة والإنساني عامة، بل لأنها لم تَعُدْ تجارةً مربحة، ومن ثم كان إلغاؤها بصيغة قانونيّة في معظم بلدان الغرب. إلا أن إصدار قانون "إبطال العبودية" لم يمنع تجارة العبيد من مواصلة أنشطتها سرًّا، ولكن بصور جديدة تختلف اختلافًا جوهريًّا عمّا كان سائدًا ومعروفًا عبر التاريخ
لا يوجد مراجعات