ما هو السيء في الرأسمالية
ليس من السهل إلغاء الرأسمالية، فالقلة من البشر وفي مقدمتهم الذين يقطنون نصف الكرة الشمالي أو الذين ينتمون إلى الطبقة المتسلطة في دول الجنوب بحوزتهم صناعات، علوم، ثورات تكنولوجية، هذه الثورات التكنولوجية هي التي وضعت النظام الرأسمالي عبر 200 عام على الطريق، واستطاع خلق رفاهية اقتصادية لم يسبق لها مثيل. إن طريقة الإنتاج الرأسمالي أثبتت بشكل مثير للحيرة حيوية وإبداع. فأصحاب رأس المال كرسوا وسائل تمويل ضخمة لتجنيد المواهب والقابليات الإنسانية وقاموا بتشجيع التنافس والتسابق فسيطر أصحاب رأس المال الكبار على ما يسميه علماء الاقتصاد "بالمعرفة الإشكالية". هذا يعني أن الأبحاث العلمية في المجالات المختلفة كالكهربائيات، المعلومات، الصيدلة، الطب، الطاقة، السفر الجوي وعلوم الفضاء هي كلها علوم مادية. وبفضل دعمهم للمختبرات والجامعات، حققوا خطوات متقدمة مثيرة للاستغراب في مجال الأحياء، الوراثة، الفيزياء... إلخ. ففي المختبرات الصيدلانية لشركة نوفارتس، هوفمان لاروش أو سانوفي يتطور في كل شهر تقريباً مادة فعالة ودواء جديد. وفي الوول ستريت تدخل كل ثلاثة أشهر أداة تمويل جديدة، وبشكل متزايد تطور شركات المنتجات الغذائية العابرة للقارات البذور وتطور على الدوام أنواع السماد فيزيدون من المحاصيل. ويكتشفون باستمرار مضادات الآفات الزراعية لحماية مزارعهم. أما فيزيائيو الفضاء فهم يراقبون أنظمة نجوم أخرى تدور حول شموسها الخاصة بها ويكتشفون كواكب خارجية جديدة. أما في صناعة السيارات فتصنع كل عام مركبات أكثر متانة وأكثر سرعة، والعلماء والمهندسون يرسلون باستمرار أقماراً صناعية إلى الفضاء. والآلاف من براءات الاختراع في كل مجالات الحياة تمنح من عام لعام في جنيف من قبل المنظمة الدولية (ويبو) للحماية الفكرية.
لا يوجد مراجعات