الدين الخمسة آلاف سنة الأولى

الدًين أو القرض المادى على الرغم من مصاعب حساب قيمته ( سواء كان بفائدة بسيطة أو مركبة وسداده بأى عمله نقداً ام عيناً ) إلا أنه مع وجوده منذ أقدم الأزمان ، أهون كثيراً جداً من تللك الديون أو القروض غير المادية التى يتحملها أو يدين بها كل شخص منا نحو الآخر . فكثير من ثقافات البشر عبر الكرة الأرضية ترى المرء يولد وهو يحمل ديون مسبقة سواء للطبيعة أو لوالديه أو لمن يراعاه أو لقبيلته أو لمجتمعه أو لمنطقته أو لإرثه وتاريخهم .. ناهيك عن تلك الديون التى تنشأ من نشاطه خلال مسيرة حياته .. سواء ما يدين به لتجاربه الشخصية والتعليم والانشطة الاقتصادية والاجتماعية على تنوعها واختلاف صنوفها .. لهذا ياخذنا أستاذ البانثربولوجى المرموق والناشط فى رحلة لديون البشر منذ بدأ الإنسان الحضارة ( الكتابة والتسجيل) حتى اليوم فى أربعة أركان الأرض وهو مشروع هائل .. يغطى الخمسة آلاف سنة الأخيرة فقط من عمر الإنسان على هذا الكوكب . وفى هذه الرحلة يصحح لنفسه ولنا بعض التقسيمات والمفاهيم السابقة لرحلة وجود الإنسان فى الأرض . ويرفض تقسيم الرجل الأبيض فى لندن أو باريس للعالم ، الذى رأى بٌعد مسافة الصين واليابان عن بلاده فأسمى بلادهم الشرق الأقصى ورأى منطقتنا شرقا أوسط ورأى أن أوروبا والأمريكتين وخصوصاً الشمالية هى الغرب ! هو يرى أن الشمس تشرق من الشرق ، فمن المفروض أن تكون الصين واليابان والشعوب المجاورة هى الشرق ( بداية رحلة الشمس !) وعندما يبدأ غروب الشمس فى بلادهم تكون الشمس قد وصلتنا فتصبح بلادنا هى الغرب الأوسط ، ومع حلول الظلام التام عندهم من المفروض أن نرى فى أوروبا والأمريكتين الغرب الأقصى .