الكتابة والسجن
في هذا الكتاب الذي يأتي ضمن مشروع كلمات حرة لتوثيق أدب الحرية، يضعنا أبو حنيش أمام آليات الكتابة السردية داخل سجون الاحتلال، ويستعرض في حلقات الكتاب، وفصوله طرائق الكتابة وأدواتها، وكيفَ يتخلّق العمل البحثي والإبداعي داخل الزنزانة وفي المعتقل، ويقول أبو حنيش: ولدت فكرة هذا المشروع الكتابي أثناء اعتكافي واحجامي عن الكتابة مدة أسبوع في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، وذلك لأول مرة منذ عبرت عتبة الأسر، وكان هذا الإحجام نابعا من إحباط مؤقت مررت به في ظل الحالة العربية البائسة، واندفاع بعض الأنظمة نحو الارتماء في أحضان الدولة العبرية، وفي ظل حالة فلسطينية متردية، لا تزال تدور في ذات الحلقة المفرغة، حيث ساورني الشك في جدوى الكتابة ونحن نعايش كل هذا الانحطاط، وقد تلبستني العديد من الأسئلة: لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ ومع الأيام أخذت تنقشع الغمامات السوداء من رأسي وتحسّن مزاجي بالتدريج، وأثناء التأمل في رحلتي الكتابية التي تواصلت زهاء عقدين من الزمن، وجدت أن الكتابة من قلب السجن تعد معجزة، إذا ما قورنت بالكتابة من أي مكان آخر، أستطيع قول ذلك من تجربتي الشخصية ومن تجارب أخرى مماثلة، إذ إن الأسير الكاتب يحيا في قلب دوامة من الهواجس والتوترات والمنغصات، لم يألفها أي كاتب آخر في أي مكان في العالم، الأمر الذي يستحق الكتابة عنه، ومن هنا ولد هذا المشروع، لقد سمّيته مشروعا؛ لأنّه ما فتئ يتخلّق وينمو، وأردتُ أن أنجزهُ على هذا النحو من الحلقات، كي أُشرك القارئ في النقاش وإبداء الرأي، وبالتالي يساهم القارئ المهتم بالشأن الاعتقالي في تطوير هذا المشروع، وإثرائه إلى أن يكتمل".
كميل أبو حنيش: أسير يقضي حكما بالسجن المؤبد 9 مرات في سجون الاحتلال، بعد أن نجى من محاولة اغتيال عام 2001، له ثمانية مؤلفات في الأدب والدراسات.
لا يوجد مراجعات