المرأة والتضحية: من أنتيغون إلى امرأة الهامش
لماذا لا يمكنُ اِختزال فعل التّضحية (مهما كان ساميًا) وعدّه محض عارضٍ مرضيّ أو فعلًا أخرق خيانيًّا أو ضربًا من الجنون الصّرف؟ لماذا تبذل الجهود لاِستئصاله، على نحوٍ منهجيّ، من مجتمعاتنا، أو على الأقلّ من المجتمعات الّتي أسّست فيها اللّيبراليّة، بوصفها نموذجها المهيمن، اِقتصادًا راح يتغذّى، في واقع الأمر، من فعل التّضحية نفسه؟
في كتابها "المرأة والتضحية: من أنتيغون إلى امرأة الهامش"، تأخذنا آن دوفورمانتيل في رحلة فكرية لاستكشاف مفهوم التضحية من وجهة نظر نسائية. تناقش الكاتبة كيف أن فعل التضحية، رغم كونه فعلًا ساميًا في الكثير من الأحيان، يتم اختزاله في بعض المجتمعات إلى مجرد عارض مرضي أو جنون.
تسأل دوفورمانتيل لمَ تُبذل الجهود لاستئصال مفهوم التضحية من المجتمعات الحديثة، خاصةً المجتمعات التي أسست فيها الليبرالية كنموذج مهيمن، وتطرح تساؤلات عميقة حول العلاقة المعقدة بين التضحية والاقتصاد، وكيف أن الاقتصاد يتغذى بالفعل على الفعل التضحيتي ذاته، رغم محاولات استبعاده من الخطاب العام.
هذا الكتاب هو دعوة للتفكير في القضايا المرتبطة بالتضحية، ودورها في تشكيل الهوية النسائية، ويقدم تحليلاً حول كيفية فهم المجتمعات لتضحيات النساء وتأثيرها على حركيات القوة.
لا يوجد مراجعات