ديوان ابن الحجاج 1/4
في ديوان ابن الحجّاج تنقلب المعايير، رأساً على عقب، وتتزعزع الموازين، يُصبح الخليفة عبداً، والعبد مَلِكاً متوَّجاً.
فيقف كلُّ شيءٍ متأهِّباً للتَّحوُّل إلى نقيضه، وكأنَّ قارئ شعر ابن الحجّاج يتجوَّل في مهرجانٍ احتفاليٍّ تسود فيه الرُّوح الإحتفاليَّة المَرِحة بما فيها من مواكبَ ودمىً وأعراسٍ وعربداتٍ، تزيِّنُها "شعريَّة السُّخف" بمنظورٍ احتجاجيٍّ يمتاز بالسُّخرية، فيُضفي الأُلْفة على الأشياء الغريبة، وينزعُ الغرابة عنها.
وحين يتحوَّل السُّخف لدى ابن الحجّاج إلى منظور يحتجُّ به الشاعر على مطحنة الخراب التي عاشّها عصرُهُ ومجتمعُهُ، فإنَّه ينتقد ضمناً أو صراحةً كلَّ أشكال المعياريَّة السابقة التي رسَّخت قيمها الساكنة، وأخلاقَها الجامدة في النِّفاق والزِّيف والعُنْف.
لا يوجد مراجعات