الإشارات والتنبيهات: المنطق ج١
الإشارات والتنبيهات - القسم الأول: المنطق
يسعدني أن أقدم إليك أهم كتاب للفيلسوف ابن سينا، بل ربما أهم كتاب في الفلسفة الإسلامية، إنه خلاصة ما وعت ذاكرة هذا الفيلسوف، وصفوة ما ارتضاه من آراء.
وقد قسمه إلى "أنماط" عشرة، عالج فيها فلسفة الكون من إنسانية وغير إنسانية، وعالج فيها فلسفة ما وراء الكون كذلك، ومهد لهذه "الأنماط" العشرة، بعشرة "أنهج"، عالجت مسائل المنطق علاجًا لا يقل في أهميته عن علاج "الأنماط" لمسائل الكون، ومسائل ما وراء الكون.
وقد أطلق ابن سينا على مجموعة "الأنماط" و "الأنهج" اسم "الإشارات والتنبيهات" ولهذه التسمية دلالتها على نوع الطريق الذي سلكه ابن سينا في عرض أفكار الكتاب، فلقد قسم "الأنماط" و "الأنهج" إلى فصول صغيرة أسماها تارة: "إشارات"، وتارة: "تنبيهات"، وتارة: "أوهامًا وتنبيهات".
وأفكار الفصول مترابطة، يعد السابق منها لما يلحقه، ويتابع اللاحق السابق، فكل "إشارة" لبنة وضعت في مكانها المناسب، ترسو مطمئنة على ما قبلها، وتهيئ موضعًا مناسبًا لما يأتي بعدها، وكل "تنبيه" تخليص لمادة لبنة من عنصر غريب أدخل عليها، ومجموعة هذه "الأوهام" هي المواد الغريبة التي عني ابن سينا عناية فائقة بعزلها عن مادة الفكر الأصيلة.
وهكذا يستمر ابن سينا في صوغ لبناته وتنقيتها من الدخيل الغريب، وإحكام بنائها، حتى يتم له صرح المعرفة سامق الذروة، متين الأساس.
لا يوجد مراجعات