نحن وإقبال
“صاحب “أجنحة جبريل” لا يزال “المسافر” مع “ضرب الكليم”، باحثا عن “أسرار معرفة الذات” بين “رسالة المشرق في “زبور العجم” و”صلصلة الجرس” في “الفتوحات الحجازية”، ولا يزال محمد إقبال (1877- 1938م.) يسأل: “ماذا ينبغي علينا أن نفعل” في “تجديد الفكر الديني”؟،أيضا، لا يزال علي شريعتي (1933- 1977م.) يشعل النار المقدسة في الأسئلة المحرجة لتثوير العقل الجمعي للوصول إلى نور الحقيقة التي كلفته حياته، لكنه أشرق أكثر بعد موته، لأن الشعلة التي أوقدها لا تزال تنتقل من جيل إلى آخر منذ خمسة أجيال ويزيد.. هكذا يموتون لتحيا أفكارهم رغم كل العنف الفكري (المقدس) الذي مورس ولا يزال يمارس على أفكارهم. ولم يكن إقبال أوفر حظا من شريعتي، فقد تعرض علامة لاهور لأبشع الحملات (التضليلية) في زمانه وحتى الآن، فهذا مهر الحقيقة المر، ولا بد للمصلحين من دفعه. ولا يمكن أن تكتب عن إقبال أو شريعتي دون استحضار السلسلة الذهبية من الآباء المؤسسين لحركة الإصلاح الديني على رأسهم السيد جمال الدين الأسدآبادي أو الأفغاني (1838- 1897م.)، الذي أيضا عانى الأمرين من الاضطهاد الفكري والجسدي، لكنه استمر في حله وترحاله بين الشرق والغرب وهو ينشر رؤاه الإصلاحية مستنهضا الهمم ضد فساد السلطة، ولا يخفى تأثر كل من شريعتي وإقبال بفكر الأفغاني، وهذا واضح وجلي في منظومتهما الفكرية، خاصة في كتابنا هذا “نحن وإقبال”.
لا يوجد مراجعات