إضاءة التوت وعتمة الدلفى
في أيلول من العام ٢٠٠٩ بدأت رحلة هذا الحوار، ثم تحول آلى محاورة طويلة، محاورة بما هي تفاعل بين السائل والمسؤول، لكن الحوار في صيرورته محاورة، استحال إلى وساوس حين صار ذا مسحة تأملية وصبغة توجسية قلقة تتناول التاريخ والآيديولوجيا والثقافة والمواقف السياسية ونقد الشعر وأعلاما من الشعراء والمثقفين.
سيرى القارئ هنا فوزي كريم وهو يسفح ذاته بفيضها المتشكك، وسيجد وشواس روحه وتفكيره، وسيقرأ القارئ تأملات شعرية ونقدية وسياسية وشخصية. وفي لعبة لا تخطئ العين متعتها، يقتفي السؤال هنا أثر الجواب والعكس صحيح، ففي هذه المحاورة محادثة مع النفس والآخر في آن، فهي ترشح بهذه الملكة الطبيعية، لكن المدربة، على إثارة السؤال من خلال الجواب، وكلاهما يضئ الآخر عبر تلمس درب السؤال المضيء الذي يفتح أفقأ لجواب يثير هو الآخر سؤالًا، وهكذا دواليك.
كل ذلك جاء بفضل الطبيعة الشكوكية في جواب فوزي كريم، وهو الكاتب الذي امتاز بغزارة الانتاج وتنوعه شعرًا ونثرًا. نثر فوزي كريم في هذه الوساوس نثر من طراز رفيع، يتأس على ثقافة رصينة وأسلوب آسر. جملة فوزي كريم جملة مشبعة بإحساسه الشخصي، ولذلك فهو نثر نقي وحميم يحمل معه صفاء يمسك بتلابيب القارئ ويطوقه بوثاق المتعة.
لا يوجد مراجعات