سلسلة تحليل النص الفلسفي: التقنية
إذا كان الإنسان كائنًا واعيًا وراغبًا واجتماعيًا بطبعه، فهو أيضًا كائن فاعل وصانع ومبدع. وتتجلى فاعليته الإبداعية على مستوى الطبيعة من خلال سعيه الدائم إلى رسم ذاتيته عليها، والعمل على تغييرها للاستفادة من طاقاتها من خلال ما يخترعه من آلات تقنية. وبقدر ما كانت التقنية نتيجة للأبحاث العلمية النظرية، فقد أصبحت موجهة لها ومتحكمة فيها. ولذلك تناول الفلاسفة ماهية التقنية ومنطقها وعلاقتها بالعلم، كما تدارسوا علاقتها بالأهداف الإيديولوجية والمخططات الاقتصادية والاجتماعية. وإذا كان للتقدم التقني آثار إيجابية على الإنسان والمجتمع، فآن له أيضًا آثار سلبية يتعين على العقل الفلسفي نقدها وتعريتها.